قصيدتان لمحمد ديب

9:01 ص



 ترجمة: مبارك وساط


عاينتُ الجَزع


----------


عاينتُ الجَزع


المتمرّدَ القاتم


وهو يُحْرِق عينيك


فيما، بتأنّ


يهيم وئيدا


لِصْقَ الثّرى


ويسري في الفضاء


الذي أصبح من رماد


نشيدُ براءة




 


ضوء معاكس


--------------


تظهرُ الطّيور


تشتعل شُعلة


وها هي المرأة


.


بلا اسم ولا ارتباطات ولا شراع


تهيم بعينين مغمضتين


المرأة التي 


تغطّيها طراوة البحر


.


لكن فجأةً تظهر الطّيور من جديد


وتتمدّد هذه الشّعلة 


التي هي أكثر من ملموحة 


في عمق الغرفة


.


وها هو البحر،


البحر بيديه المنوِّمتين 


يحمل الشّمس


وما من مشرق ولا شرق، 


ما من متراس ولاحاجز، 


إنّه البحر؛


.


وحده البحر المجلّل بالظّلمة، الرّقيقُ


السّاقِط من بين النّجوم، 


الشّاهد على حالات البتر 


التي تتعرّض لها السّماء، 


عزلة، أحاسيس سبقيّة، همس خفيف:


.


ذاك البحر ولا شيء آخر


بعيونه المُطفأة،


بلا موج ولا ريح ولا شراع


.


وفجأةً، تظهر الطّيور من جديد؛


وها هي المرأة،


إنّها ليست نجمة ولا حُلماً، 


ليستْ عينَ ماء حارّ


ولا عَجَلةً، المرأة.


.


وتعود العصافير؛


وما من شيء سوى البحر.


-------------------------------------




- ملاحظة: النقط الفاصلة، أعلاه، بين مقاطع هذه القصيدة، من إضافتي، وهي وسيلة فقط


للفصل بين هذه المقطوعات، فالفيسبوك لا يحترم البياضات داخل النّصوص، ولذا وجب 


اللجوء إلى المُداورة!

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة